السبت، 2 مايو 2015

1672 بداية توطيد العلاقات الهولندية المغربية




تعود العلاقات المغربية الهولندية على عهد الدولة العلوية إلى مرحلة السلطان
مولاي إسماعيل (1672-1727)، الذي عقد اتفاقية مع البلدان المنخفضة (الإسطادوس)،
منذ عام 1680،[1] اهتمت تلك الاتفاقية بتبادل الأسرى والسفارات وجلب الأسلحة،
وهو نهج سار عليه السلطان سيدي محمد بن عبد الله (1757-1790) الذي جدد
الاتفاقية المغربية الهولندية وأكد بعدم أسر البحارة الهولنديين وحماية سفنهم.
وقد تطور العلاقات الدبلوماسية في مراحل لاحقة بإرسال قنصل عام هولندي إلى
المغرب، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت العلاقات التجارية تنحو منحا اقتصاديا، مرتبطا
بالعلاقات التجارية، لكن التساؤل المطروح كيف ستصبح هذه العلاقة خلال النصف
الثاني من القرن التاسع عشر؟ وتسجل بعض الدراسات أن العلاقات المغربية مع
البلدان المنخفضة عرفت تراجعا خصوصا بعد احتلالها من قبل فرنسا، وتقلص الحضور
الهولندي بالمغرب، حيث كان بعض التجار الأوربيون يقومون بتنفيذ بعض المهمات
للقنصل الهولندي بالمغرب، كما أن كل من ممثل إنجلترا وألمانيا المقيمين بطنجة
كانا مكلفين بإدارة المصالح الهولندية بهذا البلد.[2] وقد لاحظت نفس الدراسة
التي اطلعت على  تقارير نواب القنصل الهولندي بمدينة الجديدة والصويرة، أنه لم
يتم تسجيل دخول أي سفينة هولندية إلى مرسى المدينتين خلال أربعينيات القرن
التاسع عشر. لكن لم ينس الهولنديون علاقاتهم التاريخية مع المغرب، حيث حصلوا
عام 1858، على نفس الحقوق التي حصل عليها الإنجليز خلال المعاهدة التجارية بين
المغرب وإنجلترا في عام 1856؛ والمتمثلة في حرية التجارة بالمغرب، لكن ذلك
الحضور الضعيف لهولندا بالمغرب، ترجم في العدد القليل من ممثلي هذه الدولة
بالمغرب والذي لم يتعد ثمانية ممثلين قنصليين القناصل، فبالإضافة إلى قنصل عام
بمدينة طنجة، هناك نواب آخرون بمدن : الصويرة والعرائش والرباط وأسفي والدار
البيضاء والجديدة، وعون قنصلي بمدينة تطوان. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هؤلاء
الأعوان لم يكونوا مأجورين، بحيث قد يكونون تجارا أجانب يقومون بوظائف قنصلية،
سواء بالنسبة لبلدانهم الأصلية أم لبلدان أخرى؛ مثل القنصل العام الإنجليزي جون
هاي دريموند هاي (عميد السلك الدبلوماسي بطنجة توفي في عام 1897، بعد أن عاصر
أربعة سلاطين مغاربة، وهم مولاي عبد الرحمان بن هشام وسيدي محمد بن عبد الرحمان
ومولاي الحسن ومولاي عبد العزيز)، والذي قضى مدة طويلة بالمغرب وكان يقوم بهذه
المهمة، كما هو الحال بالنسبة للدبلوماسيين الألمان منذ 1891، حيث نجد كل من
طاطنباخ وروزن، قد شغلا منصب قنصل هولندا بالمغرب. وكانت هولندا من البلدان
التي حضرت ووقعت على بيان الذي أصدرته القوى الأوربية في مؤتمر مدريد الذي
انعقد في الفترة الممتدة من 19 ماي 1880 إلى 3 يوليوز من نفس السنة، والذي نظم
لمعالجة مسالة الحماية القنصلية، التي كانت من الأسباب الرئيسة في تدهور
الاقتصاد المغربي، وضرب السيادة المغربية على رعاياها، بل أثرت بشكل كبير على
الاحترام الواجب للمغرب. واتخذت هولندا في شخص وزيرها المفوض بمدريد فان
هلدوير، نفس الموقف الذي أخذته بريطانيا[3]، وتبادل ممثلو البلدين الرسائل
لاتخاذ موقف موحد خلال ذلك المؤتمر، خصوصا إذا ما علمنا أن هولندا بدورها كان
لديها بعض المحميين المغاربة، بلغ عددهم تسعة في العام 1870. وكان حضور هذا
الوزير كمستمع أكثر من كونه مدعوا للمشاركة الفعلية في هذا المؤتمر الذي عمل
على تدويل القضية المغربية الخاصة بالحماية القنصلية وقد استمر الموقف الهولندي
غير الواضح من المسألة المغربية حاضرا كذلك في مؤتمر الجزيرة الخضراء عام 1906،
كما أنها كانت غير بعيدة عن الاتفاق الفرنسي الألماني في العام 1911، بعد أزمة
أكادير وجلب ألمانيا لبارجتها الحربية بانتير إلى ميناء هذه المدينة للضغط على
فرنسا لأخذ نصيبها من قسمة المستعمرات. ما يمكن ملاحظته في سياق الحديث عن
العلاقات المغربية الهولندية هو أن دورها أصبح ضئيلا مقارنة بما كانت عليه في
القرنين السابع عشر والثامن عشر. وحسب دراسة قام بها أحد الباحثين الهولنديين،
وهو فيسلينك، أشار فيها إلى أن الهولنديين خلال النصف الثاني من القرن التاسع
عشر كانوا لا يعرفون الشيء الكثير عن المغرب، فالرحالة الهولنديون لم يكتبوا
الكثير عن هذا البلد وحتى الصحف الهولندية كتبت عدة مقالات عن الوضعية بالمغرب،
إذ نجد بعضها يؤكد على أن : الفوضى تعم هذا البلد، حيث لا يوجد قانون يمكننا
الاعتماد عليه، وليس هناك سلطة لتطبيقه.[4] وكان لهذه للصحافة دور كبير في
تأجيج الأزمة التي وقعت بين المغرب وهولندا بعد اعتراض أحد المراكب الهولندية
بالشمال، حيث تمكن بعض المغاربة من نهبها وتحطيم أجزاء منها، لذلك عمل
الهولنديون على الضغط على المخزن المغربي من أجل إصلاحها، وهو أمر استجاب له
المغرب، بعد تقديم التعويضات والقصاص من مرتكبي ذلك الفعل. وما يمكن تسجيله في
إطار العلاقات المغربية الهولندية هو التراجع في المبادلات التجارية بين
البلدين، من خلال انخفاض صادرات المغرب نحو هولندا منذ العام 1886 إلى العام
1913
، والمتمثلة في الحبوب والبذور  والجلود والأصواف… في حين ارتفعت وثيرة
استيراد المغرب من هذه الدولة، خاصة المعلبات والشموع والحلويات والمشروبات
الكحولية والآلات النحاسية  والحديدية والزبادي، والورق والقماش… وقد اعتبرت
الصحف الهولندية، خاصة هيت فولك، أن المسألة المغربية من أخطر المسائل التي لها
تأثيراتها على المستوى الدولي على المدى البعيد والمتوسط. لذلك يستوجب عقد
مؤتمر لحل هذه المسألة، وقد جنت هولندا بعض الثمار من مساهمتها في مؤتمر
الخزيرات في الفترة الممتدة من 16 يناير إلى 7 أبريل 1906، ومثلها وزيرها
بمدريد تيستطا حيث تمكنت بعض الأبناك الهولندية من المساهمة في بنك الدولة
المغربية الذي تم إحداثه بموجب مقرارت ذلك المؤتمر بحوالي 2,5 %. وبعد فرض
الحماية على المغرب من قبل فرنسا في 30 مارس 1912، تراجعت مشاريع هولندا
بالمغرب، بحيث لم تعد لديها مصالح اقتصادية بالمغرب بعد تحكم سلطات الحماية في
جميع مظاهر الحياة، الاقتصادية والسياسية والعسكرية. ليبق التمثيل الدبلوماسي
الهولندي بالمغرب مقتصرا على بعض القناصلة الشرفيين. وحسب الجريدة الرسمية
الهولندية الصادرة يوم 29 أبريل 1913، اعترفت هولندا رسميا بالعقد الذي وقعه
المغرب مع فرنسا في 30 مارس 1912، فانتهت مرحلة طويلة من العلاقات الدبلوماسية
بين المغرب وهولندا، منذ التوقيع على أول اتفاقية على عهد السلطان مولاي
إسماعيل إلى حدود فرض الحماية على المغرب من قبل فرنسا، أصبحت هولندا تمر عبر
باريس لمتابعة مصالحها بالمغرب. إذا كانت العلاقات المغربية الهولندية على عهد
الدولة العلوية قد امتدت أكثر من ثلاثة قرون ونصف، من التبادل التجاري والتعاون
العسكري، فقد تراجعت تلك العلاقة في نهاية القرن التاسع عشر والعقد الأول من
القرن العشرين بعد استحواذ كل من فرنسا وإسبانيا على المغرب. عموما لم تستفد
هولندا من نتائج مؤتمر مدريد عام 1880، ومؤتمر الجزيرة الخضراء عام 1906، لتخرج
خاوية الوفاض وتعترف بنفوذ فرنسا وإسبانيا على المغرب،
 
حميد الفرخ :
 
باحث متخصص في التاريخ العسكري والتحصينات والمعمار العسكري...
-----------------------------------------------------------------------------
*
تاريخ العلاقات بين المغرب وهولندا إلى القرون الوسطى.*
جريدة السياسة العامة
 
يعود تاريخ العلاقات بين المغرب وهولندا إلى القرون الوسطى.فقد وقف المغرب
بجانب هولندا في الحرب المسماة "رحب الثمانين سنة" التي جرت بين إسبانيا
وهولندا، وكما تم خلال القرن السادس عشر وضع أسس العلاقات الحالية في الأفية
الثالثة والمبنية على المستوى الاقتصادي، والإجتماعي، والثقافي، والسياسي بين
المملكتين. وتجدر الإشارة أن المبادرة إلى هذه العلاقات جائت من كلا البلدين،
وبسعي منهما بناء مجالات التعاون المختلفة، وقد لعب وجود المغرب وهولندا في حرب
مع عدو مشترك لهما آنذاك إسبانيا، دورا مهما في التقارب بينهما.وقامت هولندا
بعدة خطوات في هذا الاتجاه، تلقت مساندات ومساعدات كبيرة من المغرب لخوض حرب ضد
إسبانيا، من بينها إستعمال السفن الحربية الهولندية موانئ المغرب لضرب مواقع
والسفن الحربية الإسبانية.وفي أواخر القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر
قرر الهولنديون القيام باتصال متواصل على المستوى التجاري والديبلوماسي مع
المغرب، وتم توقيع إتفاقية بين المغرب وهولندا للمرة لأولى في 24 ديسمبر 1610.
وتعتبر هذه الاتفاقية أول معاهدة عقدت بين دولة عربية ودولة أوربية.وكان المغرب
قد أرسل سفيرا له إلى هولندا 1609، وكما كان المغرب أول دولة في العالم اعترفت
بالمناطق السبع لصالح هولندا.تم في هذه الاتفاقية ضمان حرية ملاحة السفن
التجارية والحربية الهولندية في الموانئ المغربية، وذلك مقابل السماح للسفن
المغربية بالإبحار في الموانئ الهولندية.فالاتفاق مع المغرب سنة 1610
والامتيازات سنة 1612 التي منحت لكلا الطرفين، تمكنا بالمحافظة على علاقات
صادقة ومتينة، وبقيت هذه العلاقات مستمرة دون طموحات استعمارية أو استيطانية من
كلا الطرفين. أما على المستوى الديبلوماسي تطورت العلاقات بين المغرب وهولندا
وذلك في بعث ممثلين مغاربة إلى هولندا في مهمة تطوير العلاقات الديبلوماسية بين
البلدين وكانوا هؤلاء الديبلوماسيين يمكثون في هولندا مدة طويلة. ويلاحظ في ذلك
الوقت عدم وجود علاقات مشابهة مع باقي الدول العربية ب هولندا. وهكذا وبشكل عام
بدأ في نهاية القرن السابع عشر ظهور انتظام وثبات كبير في العلاقات بين
الدولتين، وعقدت معاهدات في السنوات 1673-1692-1830-1852-1891وخلال القرنين
السابع والثامن عشر التي كانت فيها سلا مستقلة عقدت اتفاقيات في 1639-1951
وخلال هذين القرنين بعثت هولندا القناصل إلى كل من آسفي، سلا، العرائش، تطوان،
الصويرة، مراكش وطنجة. ولم تقتصر هذه العلاقات بين هولندا فقط وإنما شملت معظم
دول العالم، أذكر منها على سبيل المثال: باقي دول أوربا، أميركا، آسيا و
إفريقيا. وتجدر الإشارة أن المغرب كان أول دولة اعترفت بالولاية المتحدة كدولة
مستقلة. وفي سنة 1956 بدأ المغرب في صفحة جديدة من صفحاته الخالدة والتي تمتاز
عن غيرها بالطابع الخاص الذي ربط بين قرون الحضارة والعزة والمجد التي ما فتئ
أن عاشها بلادنا في عهد الدول العلوية المجيدة.
بحث ل محمد أشهبون
 
مراسل جريدة السياسة العامة في إحدى ندواته - مراسل جريدة السياسة العامة في
إحدى ندواته*
*---------------------------------------------------------------
فقد وقف المغرب بجانب هولندا في الحرب المسماة "رحب الثمانين سنة" التي جرت بين
إسبانيا وهولندا، وكما تم خلال القرن السادس عشر وضع أسس العلاقات الحالية في
الأفية الثالثة والمبنية على المستوى الاقتصادي، والإجتماعي، والثقافي،
والسياسي بين المملكتين.
وتجدر الإشارة أن المبادرة إلى هذه العلاقات جائت من كلا البلدين، وبسعي منهما
بناء مجالات التعاون المختلفة، وقد لعب وجود المغرب وهولندا في حرب مع عدو
مشترك لهما آنذاك إسبانيا، دورا مهما في التقارب بينهما.
قامت هولندا بعدة خطوات في هذا الاتجاه، تلقت مساندات ومساعدات كبيرة من المغرب
لخوض حرب ضد إسبانيا، من بينها إستعمال السفن الحربية الهولندية موانئ المغرب
لضرب مواقع والسفن الحربية الإسبانية.
وفي أواخر القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر قرر الهولنديون القيام
باتصال متواصل على المستوى التجاري والديبلوماسي مع المغرب، وتم توقيع إتفاقية
بين المغرب وهولندا للمرة لأولى في 24 ديسمبر 1610. وتعتبر هذه الاتفاقية أول
معاهدة عقدت بين دولة عربية ودولة أوربية.
وكان المغرب قد أرسل سفيرا له إلى هولندا 1609، وكما كان المغرب أول دولة في
العالم اعترفت بالمناطق السبع لصالح هولندا.
تم في هذه الاتفاقية ضمان حرية ملاحة السفن التجارية والحربية الهولندية في
الموانئ المغربية، وذلك مقابل السماح للسفن المغربية بالإبحار في الموانئ
الهولندية.
فالاتفاق مع المغرب سنة 1610 والامتيازات سنة 1612 التي منحت لكلا الطرفين،
تمكنا بالمحافظة على علاقات صادقة ومتينة، وبقيت هذه العلاقات مستمرة دون
طموحات استعمارية أو استيطانية من كلا الطرفين.
أما على المستوى الديبلوماسي تطورت العلاقات بين المغرب وهولندا وذلك في بعث
ممثلين مغاربة إلى هولندا في مهمة تطوير العلاقات الديبلوماسية بين البلدين
وكانوا هؤلاء الديبلوماسيين يمكثون في هولندا مدة طويلة. و يلاحظ في ذلك الوقت
عدم وجود علاقات مشابهة مع باقي الدول العربية ب هولندا.
وهكذا وبشكل عام بدأ في نهاية القرن السابع عشر ظهور انتظام وثبات كبير في
العلاقات بين الدولتين، وعقدت معاهدات في السنوات
1673-1692-1830-1852-1891
وخلال القرنين السابع والثامن عشر التي كانت فيها سلا
مستقلة عقدت اتفاقيات في 1639-1951 وخلال هذين القرنين بعثت هولندا القناصل إلى
كل من آسفي، سلا، العرائش، تطوان، الصويرة، مراكش وطنجة.
ولم تقتصر هذه العلاقات بين هولندا فقط وإنما شملت معظم دول العالم، أذكر منها
على سبيل المثال: باقي دول أوربا، أميركا، آسيا و إفريقيا.
وتجدر الإشارة أن المغرب كان أول دولة اعترفت بالولاية المتحدة كدولة مستقلة.
وفي سنة 1956 بدأ المغرب في صفحة جديدة من صفحاته الخالدة والتي تمتاز عن غيرها
بالطابع الخاص الذي ربط بين قرون الحضارة والعزة والمجد التي ما فتئ أن عاشها
بلادنا في عهد الدول العلوية المجيدة.
*
*
.............................................
*
كتاب " مقابر في ارض مبللة"*
في هذا السياق قمت ببحث ميداني وفي تاريخ الحرب العالمية الثانية وأصدرة كتاب
باللغة الهولندية تحت عنوان " مقابر في ارض مبللة" الحرية والمحررون المغاربة.
وذلك في سنة 2005 والتي صادفت الإحتفال بمرور 400 سنة على العلاقات بين المغرب
وهولندا.
يبرز هذا الكتاب دور المغاربة في تحرير هولندل من النازية.
ويستند ، الى العديد من الوثائق التاريخية النادرة وشهادات لهولنديين عايشوا
جنودا مغاربة كانوا قد أسروا ووضعوا في معتقلات الجيش النازي بمنطقة "زايلاند"
بهولندا، حيث تبرز العلاقة الإنسانية التي جمعت العديد من الهولنديين بالأسرى
الجنود المغاربة، وكانوا الهولنديون يزودون الجنود المغاربة بالمؤونة واللباس
داخل تلك امعتقلات تقديرا منهم لدورهم في الدفاع عن اراضيهم ودحر القوات
النازية.
يحتوي هذا الكتاب على 200 صورة منها صور لصاحب الجلالة المغفور له محمد الخامس
قدس الله روحه وأسكنه في فسيح جناته، ومقابر المغاربة الذين سقطوا في ارض
المعركة دفاعا عن الحرية.
ان القليل من الأوروبيين، بمن فيهم الهولنديين وللأسف كذلك المغاربة، يعرفون
الدور الذي قام به المغاربة طوال الحرب العالمية الثانية في تحرير دولهم من
النازية والفاشية. يعود الجهل الى هذه الحقيقة الى عدم موضوعية العديد من
المؤرخين في التعامل مع الواقع. ساهم في نشر هذا الكتاب كل من وزارتي التعليم
والثقافة الهولنديتين وعدد من المؤسسات الهولندية.
وفي هذا الصدد يعتقد كثير من الهولنديين ان الفرنسيين هم الذين حرروا بلدهم،
لكن الحقيقة هي بسالة الجنود المغاربة الذين كانوا يقودهم جينرال فرنسي هم
الذين تمكنوا من مهاجمة واقتحام المواقع النازية المحصنة من مختلف الدول
الأوروبية
وبكل شرف وفخر اخبركم ايها اإخوة ان هذا الكتاب لقى صدا وتجاوبا كبيرين لا من
المؤسسات والمنظمات الهولندية فقط، بل كذلك من المسؤولين في الحكومة الهولندية
والجالية المغربية في هولندا وبلجيكا.
وتجدر الإشارة ان عدد كبير من المدارس الثانوية على الصعيد الوطني الهولندي
أدمجت هذا الكتاب في مادة التاريخ وبدا في تدريسه.
وكما اصدرة المكتبة الوطنية كذلك امرا لجميع المكتبات الفرعية لإدخال الكتاب
الى المكتبات لكي يصبح في متناول الجميع.
ولقد اقيم حفل تم فيه نشر هذا الكتاب في 4 مارس 2005 بمدينة " أوتريخت) هولندا.
حضر هذا الحفل كل من عمدة مدينة أوترخت والقنصل العام للمملكة المغربية
بروتردام ونائب قنصل المملكة المغربية بأمستردام وممثلون عن مختلف المؤسسات
والمنظمات الهولندية والمغربية.
محمد أشهبون مراسل جريدة السياسة العامة في إحدى ندواته
*إستقلال المغرب.*
لما وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها وانتصر الحلفاء على االفاشيين
والنازيين وبدأت الدول الأوربية في إعادة بناء وتشييد المدن والقرى المهدمة، لم
تعد أي دولة تفكر في ما وعدت بها المغرب ألا وهو منحه الاستقلال بعد انتهاء
الحرب مباشرة، وضل المغرب 11 سنة يدافع ملكا وشعبا حتى نال الاستقلال واستعاد
حريته في 18 نوفمبر سنة 1956
ترحما على أرواح أزيد من 77.000 جندي من المغاربة الذين لقوا حتفهم في هذه
الحرب ضد العنصرية والنازية ، الذي يعد حرب البطولة والشهادة في سبيل الإنسانية
والحرية البشرية جمعاء في غرب أوروبا والذين دفنوا في مختلف بلدان أوربا، أطالب
إخواني المغاربة إن يشاركوا في 4 مايو من كل سنة آلا وهو يوم تذكار الجنود
الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية في هولندا دفاعا عن حرية شعوب العالم،
وكما أتتمنى أن نواصل الزيارة للمقبرة التي دفن فيها إخواننا المغاربة الموجودة
في منطقة Kapelle ب زايلاند حيث دفن فيها 20 من الجنود المغاربة الذين لقوا
حتفهم إبان الحرب العالمية الثانية على ارض هولندا.
إخواني الأفاضل أن العلاقة بين المغرب وهولندا لم تبدأ بقدوم الجالية المغربية
في الستينات ولا في الحرب العالمية الثانية بل تعود إلى القرون الوسطى.
استمرار مسيرة البناء والتشييد والانفتاح على بقية العالم .
إننا ولا زلنا نتذكر تربع المغفور له أمير المؤمنين محمد الخامس طيب الله ثراه
على عرش أسلافه المنعمين، والمغرب كان آنذاك تحت وطأة الحماية الفرنسية
والاستعمار الإسباني فكان على جلالته أن يعلم شعبه كيف يتحمل المسؤوليات بروح
الوطنية وخلق علاقات جديدة مع دول العالم وتحرير البلد بالطرق السليمة مع الرغم
أنه كان يخيم على العالم حرب الفاشية والنازية الألمانية ويعاني من ولاتها.
وهكذا استرجع الحرية والاستقرار للمغاربة في 18 نوفمبر 1956 . وانتقل إلى
الرفيق الأعلى في سنة 1961 رحمه الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته.
وخلفه ابنه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني والذي استمر في بناء
وازدهار المغرب وربط علاقات متينة مع دول العالم ودافع على توحيد المغرب من
الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، واخلق معجزة عظيمة في تاريخ المغرب ألا
وهي معجزة "المسيرة الخضراء سنة 1975" التي تمكن المغاربة بفضل الله والقيادة
الحكيمة لجلالته استرجاع قسط كبير من الأراضي المغربية التي عاشت مدة طويلة تحت
الاحتلال الإسباني والتي يخلدها المغاربة قاطبة في 6 نوفمبر من كل سنة.
وهكذا بقي جلالته مستمرا في بناء وتوحيد وازدهار المغرب حتى جائته المنية
وانتقل إلى الرفيق الأعلى في 28 يوليو 1999 طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته
بجوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
و استقبلنا ابنه البار الشاب أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس
الذي تبين للشعب المغربي داخل الوطن وخارجه ودول العالم أنه ملك صالح يسير على
نهج أسلافه المنعمين في بناء مغرب معاصر يتمتع بكل الحرية والاستقرار وكذا
تطوير العلاقات بين دول العالم.
وفي ما يتعلق بهولندا فإن وجود الجالية المغربية فيها بكثرة وبالإضافة إلى
تبادل الزيارات بين ملوك ورؤساء وحكومات ومنظمات وسكان المملكتين، كما شاهدنا
في السنة الماضية سنة 2005 إثر احتفالنا بمرور 400 سنة على العلاقة بين المغرب
وهولندا، والتي اعطت غنطلاقة جديدة لتطوير مثل هذه العلاقات في المستقبل .
مراجع هذا الموضوع: * كتاب وزارت الشؤون الخارجية المغربية "علاقة
المغرب ودول الغرب"
*
كتاب وزير الخارجية الهولندية السابق، السيد
هنس فن دن بروك "العلاقة الهولندية بالدول العربية
محمد أشهبون مراسل جريدة السياسة العامة في إحدى ندواته
--------------------------------------------
محمد أشهبون
 
جريدة السياسة العامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق