السبت، 2 مايو 2015

نشأة النظام الإقطاعي وتطوره بأوروبا الوسيطية



كل منا يتفق على أن الإطار التاريخي لنشوء الإقطاع يمكن تحديده في القرن التاسع الميلادي لأنه هو القرن الذي يصادف تفكك إمبراطورية شارلمان، الذي تحدثنا عنه في محاضرات الإمبراطورية الكارولنجية التي تفككت سياسيا، فنتج عن ذلك تفكك وانحلال اجتماعي خلخل البنيات الاجتماعية الأوربية التي تقوم على أسس الإمبراطور الحاكم المطلق للأرض والشعب دون وسيط ديني أو سياسي، لكن هذا الانحلال الاجتماعي سرعت من وثيرته الأزمات الاقتصادية والمجاعات والأوبئة وضعف التجارة الخارجية، مما أدى إلى نمو وتطور النظام الإقطاعي في أوربا مما جعل بعض الباحثين يجعلون النظام الإقطاعي مسؤولا عن سقوط إمبراطورية شارلمان.
ويجب أن نلاحظ دائما إلى أن الإقطاع في نشأته وتطوره مرتبط بتاريخ أوربا طيلة العصور الوسطى وأسبابه متشابهة سياسيا واقتصاديا ودينيا، وبذلك فإن تناول مسألة نشوء الإقطاع تكون مسألة شائكة متشابكة في الوقت نفسه فتعددت بذلك أساليب قراءتها من النظرة التاريخية والعلمية والقانونية إلى النظرة الماركسية المادية، ولذلك وجدنا من الباحثين من يذهب إلى أن نشوء الإقطاع كان مع البدايات الأولى لاستقرار الإنسان وزراعته للأرض، لكن المؤرخون القرسطويون متفقون على أن القرن التاسع الميلادي هو الذي نشأ فيه الإقطاع بل بلغ مرحلة الاكتمال والتمام في نموه وتطوره في هذا القرن في نظرنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق